اهم المقالات

مقتضيات الوضع الراهن

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت: شيماء اليوسف
بحكم الموقع الإستراتيجي للمنطقة العربية على خريطة توزيع القوة داخل النسق الدولي العالمي الراهن لم يكن من المستطاع أن يظل الصراع الإسرائيلي منحصرا داخل نسقه الدولي الصغير فلقد إستدعى إلى ميزان قوة بين القطبين العالميين (الولايات المتحدة الأمريكيه والإتحاد السوفيتي ).
لكن ما نبه إليه (راتزل ) الجغرافي الألماني أن كل دولة في صراع دائم مع العالم الخارجي للدفاع عن المجال الذي تملكه وكلما بلغت الدولة درجه من الصلابة أصبح في إمكانها بسط رقعتها الإقليمية وهذا يعني أن إنحلال قوة العرب أولد المشكلة الفلسطينية الذي كشف عن عجز الحكومات العربية وتفككها وتخلخل جيوشها على عكس الغرب الذين وقفوا في كتف إسرائيل بالسلاح والمال ، لكننا نعاني إنعدام الوحدة السياسية والثقافية والإقتصادية نعاني عري التضامن العربي بيننا .

كانت الدبلوماسية الأمريكية تعرف مدى إحتياجها لوجود قوة قطبية تناصرها فعملت على إزاحة النفوذ الإنجليزي والفرنسي من المنطقة حتى تنفرد وحدها بالسيادة الدولية على المنطقة العربية ولهذا قام الكونجرس الأمريكي في 1957 ببث وجوده العسكري في خلايا الشرق الأوسط مستندأ إلى مكافحة المد الشيوعي العالمي وعلى هذا النظير تفعل فرنسا فعل أمريكا الأن فهي الآخرى تبث قواتها نحو الشرق الأوسط وضرب العديد من البقع العربية في سوريا والعراق بحجة القضاء على (داعش ) وإقامة السلام العادل في المنطقة العربية ، غير أن المعروف لنا نحن العرب أن أي قوة غربية تتحرك نحو الشرق الأوسط لا تسعى الإ لأهدافها الإستراتيجية ومصلحتها الشخصية .

ما يقتضيه يومنا هذا نحو القضية الفلسطينية بعد إنحصارها بين قوتين عالميتين وربط مصيرها بين ميزان القوة في الصراع العربي الإسرائيلي بميزان القوة بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أصبح الأمر شائكا في تقرير مصيرها وذلك بعد تحقق ميزان القوة بينهما في مجال إحتكار النفوذ النووي وما يرتبط به .
فليس أمامنا بعد تسوية جميع الخلافات الدولية وتهدئة المواقف الساخنة بين البلاد أن نختار منية الشهادة إما شرف النصر لكن الأمر تبدى أكثر صعوبه فالأشواك تملأ الكيان العربي على وجه التعبير تزامن ظهور جماعات داعش الإرهابية في البلاد العربية كسوريا والعراق وليبيج مع تفاعل نشاط الجماعات التكفيرية في مصر وتكثيف الجهود الأمنية للقضاء مخططاتهم .

ثم إندلاع الثورات في لبنان وتفكك القوى السياسية والإجتماعية داخلها مع إزدياد عدد اللاجئين العرب في الدول الغربية والكشف عن مدى التعسف الدولي وعدم التصدي لهذه الكوارث المجتمعية
إلى جانب نشوب الحروب الأهلية في ليبيا بعد سقوط حكم القذافي والتي لم تجرى أي مباحثات جاده لتحقيق الأمن على هذه الأراضو بينما تتساكب الخلافات الدولية بين كثير من البلاد العربية والتي تمثل بدورها خطرا يهدد مصير الأمه العربية كلها بالإضافة إلى حركات الإنفصال عن الدولة كولاية سينا في مصر ،المعارضه السورية ،المتمردين الحوثيين والجماعات التكفيرية يآتي جانب هذا تحالف إسرائيل وتضامنها مع أمريكا من شآن تقويض إيران مسلكا جيد لتقويض اسلحتها النووية وتقويض العراق من الجانب الآخر .

اللعبة الأن أصبحت في يد القوى الإستعمارية فكل ما نحن بصدده يمهد الطريق في القضاء علينا وتنفيذ المخطط الصهيوني من إقامة وطن من النيل للفرات وتشييع جثمان العرب على إيديهم ، لعل الرسالة تكون واضحه ولعلنا نيقظ النخوه في عروقنا حتى ننقذ أنفسنا من أخطار الإستعمار الغربي ونعيد كيانة العرب التي تلوثت بالمخططات الغربية فالأمر يستوجب علينا تكاتف الأيادي وإعادة تشكيل السياسة العربية للخروج من الأزمات التي نحن بصددها اليوم .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى